يقوم ليمضي خارج الغرفة، إلى ذلك الفناء الضّيّق للمنزل، يستمع لصوت مركبةٍ عابرة، يدرك أنه جارهم الشّابّ وقد عاد إلى المنزل .. يقترب ��ن الباب الخارجي .. يستمع للخطوات الآيبة .. إلى ذلك المنزل المجاور، لا بدّ أن زوجته أو والدته ترافقانه .. يغمض عينَه السليمة .. يشعر باختناق مباغت .. أراد أن يتنفّس .. لكن شيئاً ما في الأجواء كان يبدو لكأن الهواء قد جفّ .. تناديه "جواهر" في صوتٍ مرتبك .. يهرع من فوره إليها .. يرعبه اتّساع بؤبؤ "هلال" الخالي من الحياة .. ومرّةً أخرى، بدلاً من أن يشعر بالخلاص الأخير .. تكثّف الرعب الأوّليّ إلى غضب.