ينسجم الشعر العربي القديم – في عمومه- مع المرجع بأعرافه الدلالية والبنائية، فقد كانت القصيدة هي الحياة اليومية مقولة في نموذج بنائي واحد، وفي لغة تصنع جمالياتها من " شرف المعنى وصحته وجزالة اللفظ واستقامته، والإصابة في الوصف والمقاربة في التشبيه، والتحام أجزاء النظم والتئامها على تخير من لذيذ الوزن، ومناسبة المستعار منه للمستعار له، ومشاكلة اللفظ للمعنى) وكان الشاعر مشدودا إلى الداخل، منفعلا بالمماثل، منغلقا على الذات الجماعية ولسان حاله يردد مع دريد بن الصمة : وما أنا إلا من غزية إن غوت***غويت وإن ترشد غزية أرشد أو يبكي مع امرئ القيس قائلا:عوجا على الطلل المحيل علنانبكي الدياركما بكى ابن حذامى