تعدّ المعاجم اللغوية العامة من أهم المناهل اللغوية التي يعتمد عليها في شرح معاني المفردات، كما أنّها تعتبر أبرز المُصنّفات التي يُحتكم إليها في إثبات إسناد معنى للفظ معيّن، أو صحة أو بُطلان استشهاد لغوي ما، وغالبا ما يُلجأ إليها في تأصيل لفظ معيّن وإظهار تغيّراته الدلالية، وفضلا عن ذلك، فهي تجيب عن بعض المسائل الصرفية والإملائية وغيرها. كما أنّها تمثّل أحد المراجع الضرورية للمترجمين الذي يسعون إلى إيجاد المكافئات اللغوية الدقيقة بين اللغة الأصل واللغة الهدف، وغير ذلك. وعليه، فالمعجم يعدّ بحق إحدى الأدوات القاعدية في تعليم اللغة وتعلمها، وبخاصّة في مستويات التعلّم الدنيا، حيث يشكّل إكساب المتعلّمين رصيدا معتبرا من المادة الإفرادية الوظيفية المطلب الرئيس.وتتجلى هذه الأهمية كذلك في المعاجم المتخصصة؛ فهي تفيد في ضبط المنظومة المُصطلحية لمجال علمي أو تقني معيّن، وتحديد مفاهيمها، ورصد مختلف العلاقات المفهومية الموجودة بين المُصطلحات، وإظهار تجليات التعدد المفهومي الحاصل، وإبراز صور الهجرة المصطلحية من مجال إلى آخر، والمساهمة في مسعى التوحيد المُصطلحي، وغير ذلك من الوظائف الضرورية.